مؤلفات ابن رشد:
ألف ابن رشد كتب كثيرة في الطب؛ أهمها كتاب (العلل) وهو من الكتب التي تتعرض للأدوية، كما كان ابن رشد فقيهًا عالمًا، قال عنه ابن الأنبار: كان يفزع إلى فتواه في الطب، كما يفزع إلى فتواه في الفقه، وله كتاب في الفقه سماه: (بداية المجتهد ونهاية المقتصد) وغير ذلك من الكتب الكثيرة التي بلغت خمسين كتابًا. لقد أغنى ابن رشد مكتبة الفكر العالمي بالعديد من المؤلفات في مجالات متنوعة كالفلسفة والطب والفلك والفقه والنحو، وتصنف مؤلفات ابن رشد في أربعة مجموعات هي:
• شروح ومصنفات فلسفية،
• شروح ومصنفات طبية،
• كتب وقواعد فقهية،
• كتب أدبية ونحو.
أ) مؤلفات ابن رشد من الكتب:
1. كتاب شرح السماء والعالم في عام 1188، شرح كبير على أرسطو.
2. جوامع الحس والمحسوس في عام 1170.
3. كتاب تلخيص الجمهورية عام1177، تلخيص لكتاب “لجمهورية أفلاطون”.
4. كتاب الكشف عن مناهج الأدلة في عقائد الملة في عام 1179.
5. كتاب فصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة من الاتصال، وهو من المصنفات الفقهية والكلامية، عام 1178.
6. كتاب تهافت التهافت في عام 1181، رد ابن رشد على كتاب الإمام الغزالي المسمى “تهافت الفلاسفة”، ويعد من أشهر كتبه.
7. كتاب الكليات في أصول الطب في عام 1162.
8. كتاب “التحصيل” في اختلاف مذاهب العلماء.
9. كتاب “الحيوان”.
10. كتاب “المسائل” في الحكمة.
11. كتاب “بداية المجتهد ونهاية المقتصد” في أصول الفقه في عام 1168.
12. كتاب “جوامع كتب أرسطاطاليس” في الطبيعيات والإلهيات.
13. كتاب “شرح أرجوزة ابن سينا في الطب” عام 1180.
14. كتاب التعرّق لجالينوس.
15. كتاب القوى الطبيعية لجالينوس.
16. كتاب العلل والأعراض لجالينوس.
17. كتاب الحمّيات لجالينوس.
18. كتاب الاسطقسات لجالينوس.
ب) كما أنجز ابن رشد تلخيصات وشروح ومقـالات كثيرة منها:
• تلخيص وشرح كتاب ما وراء الطبيعة ( الميتافيزيقا ) في عام 11921194 -، ويعد من أشهر كتبه ومن أكثر إنتاجه الفكري إبداعاً.
• تلخيص وشرح كتاب البرهان أو الأورغنون عام 1183، شرح كبير على أرسطو.
• تلخيص كتاب المزاج لجالينوس.
• تلخيص أول كتاب الأدوية المفردة لجالينوس.
• تلخيص النصف الثاني من كتاب حيلة البرء لجالينوس.
• تلخيص كتاب المقولات ( قاطيفورياس ).
• تلخيص كتاب الأخلاق.
• تلخيص كتاب السماع الطبيعي.
• تلخيص الجدل في عام 1168.
• شرح كتاب النفس عام 1190، شرح كبير على أرسطو.
• شرح كتاب القياس في عام 1166.
• مقالة في العقل.
• مقالة في القياس.
• مقالة في اتصال العقل المفارق بالإنسان.
• مقالة في حركة الفلك.
• مقالة في القياس الشرطي.
• مقالة في العلم الإلهي في عام 1178.
• مقالة في المزاج،
• مقالة في نوائب الحمّى.
• مقالة في الترياق.
اعتمدت شروح ابن رشد لمؤلفات أرسطو كتباً دراسية في جامعات أوربا ومعاهدها, وكان لذلك أثر بارز على النهضة الأوربية، فأرسطو ومن بعده ابن رشد كانا من الفلاسفة الذين أعلوا شأن العقل إلى حد بعيد . فكلاهما نشأ في أسرة علم وثقافة, وكلاهما عقلاني لأبعد حد, وكلاهما مؤمن لأبعد حد, وكلاهما تعرض لهجوم شرس من معاصريه وإضافة لكل ما سبق فكلاهما ترك بصمة لا تمحى في عقل وتاريخ البشرية والفلسفة.
التوفيق بين الشريعة والفلسفة:
( قضايا مهمة عمل عليها “ابن رشد” كان من ضمنها مسألة التوفيق بين الشريعة والفلسفة، وهي المسألة التي احتلت حيزًا كبيرًا في اهتماماته ودفعته للتوفيق بينهما، وذلك لأسباب كثيرة من ضمنها أنه فيلسوف متدين، وذلك ما دفعه إلى أن يحرص على إظهار التوافق بين الدين والفلسفة، كما أنه تميز عمن سبقوه؛ لأنه كان فقيها وقاضيا، وكان عليه أن يبين للناس أن انشغاله بالفلسفة لا يتعارض مع هذه الوظيفة الدينية التي يتقلدها، والتي يجب عليه بمقتضاها أن يكون حارساً للشريعة عاملاً على تطبيق أحكامها، إضافة إلى مجيء ابن رشد بعد حملة الغزالي وهجومه الضاري على الفلسفة والفلاسفة في كتابه “تهافت الفلاسفة”، وذكر الغزالي أن الفلسفة أدت بكثير من الناس إلى الكفر والإلحاد؛ فكان لزاما على الفقيه الفيلسوف أن يرد على هذا الزعم مبينا خطأه من صوابه ).
يعد ابن رشد أشهر مفكر مسلم، لأنه كان أعظم المفكرين المسلمين أثراً في الفكر الأوروبي وأبعدهم نفوذاً، فكانت طريقته في شرح أرسطو هي المثلى.
ومن فضل العرب علينا أنهم هم الذين عرّفونا بكثير من فلاسفة اليونان. وكانت لهم الأيدي البيضاء على النهضة الفلسفية عند المسيحيين. وكان الفيلسوف ابن رشد أكبر مترجم وشارح لنظريات أرسطو. ولذلك كان له مقام جليل عند المسلمين والمسيحيين على السواء. وقد قرأ الفيلسوف ورجل الدين النصراني المشهور توماس الأكويني، نظريات أرسطو بشرح العلامة ابن رشد. ولا ننسى أن ابن رشد هذا مبتدع مذهب “الفكر الحر”. وهو الذي كان يعشق الفلسفة، ويهيم بالعلم، ويدين بهما. وكان يعلمهما لتلاميذه بشغف وولع شديدين، وهو الذي قال عند موته كلمته المأثورة: تموت روحي بموتِ الفلسفة.
كان ابن رشد من المؤمنين ( بالكمال الإنساني ) عن طريق المعرفة.. حيث يتم تمييز الإنسان بالمخلوق العاقل الناطق بنسبة ما يحصله من عتاد ثقافي معارفي. وأمضى عمره في البحث وتحبير الصفحات، حتى شهد له معاصروه بأنه لم يدع القراءة والنظر في حياته إلا ليلتين اثنتين: الأولى - ليلة وفاة أبيه، والثانية - ليلة زواجه. توفي ابن رشد في مراكش سنة 1198م. وكتب المستشرق الإسباني البروفيسور ميغيل هرنانديز: ” إن الفيلسوف الأندلسي ابن رشد سبق عصره، بل سبق العصور اللاحقة كافة، وقدم للعلم مجموعة من الأفكار التي قامت عليها النهضة الحديثة “. بعد هذه الرحلة العلمية الغنية والمباركة، مرض ابن رشد مرضًا شديدًا ومات ليلة الخميس 9 صفر سنة 595 هـ 1198م، ونقل جثمانه من(مراكش) إلى قرطبة حسب وصيته حيث حيث ووري الثرى في بلد المنشأ والأجداد.جامعة دمشق – كلية الاقتصاد